فضاء حر

عَرَق العامل واستغلال ناتكو (هائل)

يمنات
علاقات الإنتاج بين العامل ورب العمل صراعية بالضرورة .. يكافح العامل لأجل الخبز ويدأب الرأسمالي لاستغلاله حتى آخر قطرة عرق ، حتى الأجور والحوافز التي تدفع للعمال بعد أن أُمتصَ شهد قوة عملهم “القيمة الزائدة” يتقاضوها ليعيشوا يوماً آخر ويعودوا من جديد كقطيع من العبيد للعمل ، كما تُعطى الحيوانات العشب ليكون بوسعها أن تحرث مرةً أُخرى.
بالكاد يعيش العمال بآدمية تحت نير استغلال “القطاع الخاص” فكيف حين تُتخذ قرارات تعسفية بحقهم كالفصل ألقسري واحتجاز الحساب المقيد والأجور والحوافز بل وصناعة التهم ، وهذا ما حدث مع العامل والرفيق (جميل الزريقي) ..
بدأ الأمر بمناهضة الرفيق جميل للانتهاكات الحقوقية التي يمارسها مسئولو القسم على زملائه في العمل والذين يعملون تحت إشرافه ، موقف جميل الرافض لهذه الانتهاكات كان بالضرورة سيمثل صوت نشاز بالنسبة لهم ، وأيضاً خلفيته اليسارية وشبح النقابات العمالية والتفاف العمال حولة سيجعل منه عامل غير مرغوب به لمن لا يرى في العُمّال سوى وسائل إنتاج مثلهم مثل الماكينات ولا يهتم سوى بالتحام أجسادهم بالآلات الحديدية.
اخذ الرفيق جميل اجازة من الإدارة ” بشركة ناتكو الاستهلاكي – فرع المُكلا ” لعلاج إبنه وتم الموفقة عليها واحتسابها من ضمن الإجازة السنوية -مع الخصم- .. وفيما بعد يتفاجأ بأن هناك قرار فصل تعسفي قد أُعد بحقه بين ليلة وضحاها ، وحين طالب أن يعطى تصفية حساب ليأخذ حقه ويخلي طرفه ويرحل تنكروا عليه بل واُتهم بإختلاس مبلغ معين وقاموا بطلبه من عند ضمينه مرتين بنفس التهمة وفي كل مرة كانوا يحملون رقم مُغاير ما يُفترض انه قام باختلاسه..
لم يتوانى وهو النقابي عن المطالبة بحقه متردداً بين المكاتب من تعز إلى الإدارة المركزية في صنعاء .. حتى وصل بعد عناء إلى مكتب (شوقي هائل) مع محاميه الخاص وقدم قضيته ، فوجه شوقي بالنظر ومتابعة القضية بينه وبين فرع الشركة التي كان يعمل بها، فتم تشكيل لجنة من إدارة تنظيم الموارد البشرية وإدارة المتابعة ،و الإدارة العامة للتدقيق الداخلي ، و إدارة الشئون القانونية، صَادقَ (جميل) على تشكيل هذه اللجنة وبدئ عملها بحضور المحامية (إشراق المقطري) ، ونائب المدير العام من جانب الشركة وذلك بتاريخ 9/12/2013م .
بعد تحقيق اللجنة أكدت على جواز طلب الإجازة وقانونيته وفندت بالكامل ملف القضية والتهم المنسوبة إليه مِن أنه فُصل للإهمال و الغياب والاختلاس ، بل لم تجد اللجنة أي وثيقة تثبت هذه التهم ولم توافيها الشركة المعنية رغم تقديم اللجنة بطلب رسمي أكثر من مره لهذه الوثائق والمستندات المُفترضة لإدانته ، وبملف التوظيف التي اكتفت الشركة بالقول أنه ضائع !
(كما ذكرت اللجنة في تقريرها المرفوع لشوقي مرفق للصحيفة صورة التقرير ) وخَلصت اللجنة بعد اطلاعها على الحساب المقيد لجميل ، وبشكل مرضي للطرفين -تعويض فتره التوقيف والتعويض بمبلغ لرد الاعتبار.
و كانت توصيات هذا التقرير – تقيد هذه المبالغ التي يطالب بها جميل إلى حسابه وصرف قيمة الحوافز التي يستحقها ، وصرف رواتب 6 شهور نتاج للفصل التعسفي لعدم تمكن الشركة من إثبات التهم المنسوبة له ، وعمل مخالصة نهائية لهذا العامل وإخلاء طرفه.
و وُقع هذا التقرير من قبل أعضاء اللجنة بشكل رسمي وقُدم لشوقي هائل كما طلب وكما تم الاتفاق بين الطرفين (جميل ، وممثل الشركة) فقام سعادة شوقي هائل ووجه فوق هذا التقرير بتسليمه إلى المحامي/ة عن جميل مع المرفقات …!
فماذا يعني ذلك أن يسدد المحامي أُجور وتعويضات العامل بدلاً عن الشركة..؟ أم أن التقرير لم يَرُق لسعادته.. العامل جميل الزُريقي معتصم أمام مكتب مجموعة هائل بتعز ومستعد للتصعيد السلمي بما يعيد له حقوقه .. ولا ندري هل المبلغ المستحق لجميل أكبر من أن تسدده مجموعة هائل أم لمجرد أنه عامل يجب انتهاك حقوقه حتى لو كان الحُكم منصفاً له!.
*الحزب الاشتراكي اليمني: مسئول أخلاقياً عن كل الانتهاكات التي تتعرض له قواعده العُمالية ومجمل القوى العاملة ، وعليه العودة لمنظماته فمكانه الحقيقي بين الجماهير وجموع الكادحين، لأنه سيغدو نبتة غريبةً بالتنكر لحاضنة الاجتماعي.
*مجموعة هائل سعيد أنعم وشركائه : عليها أن تحافظ على صورتها الحسنة في نظر الناس ، ولذا يجب أن تُعيد النضر في تعاملاتها مع العمال بشكل عام وتسوية أوضاعهم فتصدير مثل هذه المشاكل لا يعالجها بل يؤججها ويفاقمها للانفجار.

زر الذهاب إلى الأعلى